جاءت شريعة الإسلام بالأخلاق التي تقوّي المودة بين الأفراد داخل المجتمع المسلم على تعدّد فئاتهم مهما كانوا، وذلك من أجل أن يكون المجتمع صالحاً، ومن تلك الأخلاق التي حثّ عليها الإسلام احترام الكبار في السنّ، فأمر الإسلام باحترامهم وتعظيمهم، وعدم التطاول عليهم أو الإساءة إليهم بالأقوال والأفعال، وأمر الإسلام الكبير أيضاً بالعطف والرحمة على الصغير، وما ذلك إلّا بتبادل المنافع بين الأفراد داخل المجتمع الواحد، وقد حثّ النّبي -عليه السّلام- على التحلّي بهذا الخُلق العظيم، وقد بيّن أنّ من يتّصف به في صغره مع الكبار فقد يهيّئ الله له من يحنو عليه، ويُحسن إليه عند كبره وعجزه، ويعدّ ذلك من تعظيم الله تعالى، فقد قال رسول الله: (إنَّ من إجلالِ اللَّهِ تعالى إكرامَ ذي الشَّيبةِ المسلمِ)، فيحرص المسلم على أن يراعي كبره وعجزه أثناء التعامل معه، ويتذكّر أنّه وإن كان قوياً الآن فسيعود يوماً إلى ضعفه الذي كان عليه، كما قال الله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، ولا يتكبّر عليه، وقد أخبر النبيّ أنّ إهانة الشيخ الكبير تدلّ على ما في القلب من نفاقٍ، وكان رسول الله إذا تحدث عنده اثنان بأمرٍ ما بدأ بأكبرهما سنّاً، وما ذلك إلّا ليدلّ على أنّ الإسلام أمر باحترام الكبير.
ومن هنا نحن في مركز نوفا فيتا للعلاج التأهيلي نهتم برعاية المسنين من منظور ديني ومنظور إنساني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق